ثامر الدهيسات : أزف السرى
أَزِفَ السُّرى
واستسلمتْ للبردِ
ذرّاتُ الثّرى
وتجمعتْ كلُّ الحكاياتِ التي
حمّلْتَها لسنامِ صبرِكِ
واهترى
فدع التكتُّمَ وانْبَجِسْ
عيناً
على خدِّ الكرى
واروِ الحروفَ
الظامئاتِ وهزّ
جذعَك صابرًا
تسّاقطُ الكلماتُ
حزناً ممطراً
نفِدَتْ ذخائرُنا
من الصبرِ الجميلِ
وكلِّ صبرٍ يُشترى
ما عدتَ تسمعُ قربنا
إلّا الأنينَ
وزفرةً حرّى
وصوتاً مُقفرا
حتّى خدودُ الغانياتِ
توشّمتْ بالهمّ
يطمسُ سحرَها
ما عُدْتَ من عبث الزمان
تراهُ خدّاً أحمرا
كتم الضحى أنفاسَه
عنها
وسال رحيقها
مثل الندى في الوجنتين
تحدُّرا
وتسللّ الهمُّ الجسور لخدرها
لا أذن تسمعها
ولا عينٌ ترى
فيها صهيل الريح
ينْشجُ بالأسى
وعلى ضفاف عيونها
ضوءُ النهار
تكسّرا
غارَ الجمال بحزنها
لكنه
أغرى بها
عينًا ترى في الحزن
أجمل ما ترى
كلٌّ تعاقبهُ الحياةُ
بظلمها
وتهينُهُ
وترزُّهُ بالتّيهِ
تسترُ عُرْيَها
نزفاً من الأيامِ
عُمراً أخضراً
يرقى به أملٌ
ويحمله المدى
فتعيده الخيبات
في صحن الثرى
قطعًا من الشكوى
سينبت شوكها
يجتاز عنه العابرون
تحذّرا
يسقون من فيضٍ
على أعطافها
حلوًا جرى
لكنهم لا يعلمون
بما جرى
ملّتْ مطاياها
وآنَ لخيلها
أن تعثُرا
زادتْ خطاياها
على أن تُعذَرا
خذل الصحاب دموعها
حتى استحالت أنهرا
ما ذنبها؟
ما طبها؟
لا القلبُ يعشقها
ولا هي حلوةٌ
والنفسُ تلفِظُها
مراراً أصفرا
فإلى متى؟!
تفنى
ولكن لم تمتْ
شاختْ ظهورُ الخيلِ
تلهثُ خلفَها
وبعيدةٌ هي لا تُرى
Views: 53
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.