أ. حسن الهوني :عن الحاكوم وأشياء أخرى !
ما هو الاختراع أو الاكتشاف الأفضل ، وماهي المعايير التي تسهل التصنيف ؟
الإجابة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة ، فمعظم الاختراعات وأكثر الاكتشافات العلمية والتقنيات الحديثة التي اخترعها أو توصل اليها الباحثون والعلماء، أثرت إيجابيا وبشكل ملحوظ في حياة قطاع كبير من البشر، وساهمت في تحسين الحياة، وتسهيل وتوفير سبل المعيشة.
هل الأفضل هو الكومبيوتر ، أم الموبايل ، الهاتف الذكي الذي بات لا غنى عنه ، والذي يمنحنا عبر شبكة الانترنت تواصلا لا حدود له مع المعلومة.
أم هما معا ” النت والموبايل ” ، فهناك تناغم بين الاختراعيين وترابط لا ينفصم . وكلاهما يدين بوجوده للعالم الأمريكي الأصم ألكسندر غراهام بيل، مخترع الهاتف.
ماذا عن الريموت كونترول ، جهاز التحكم عن بعد ، الوسيط بيننا والآلة التي نريد تشغيلها ،والذي أسماه مجمع اللغة العربية بالأردن ” الحاكوم ” ، هذا الحاكوم أعفانا من مشي لا ينقطع بين جهاز التلفزيون و الكنبة . أم هو التلفزيون ذاته .. ، وماذا عن الراديو و المطبعة ؟ ولا ننسى بالطبع الآلات الموسيقية والسينما ؟ …
إن بقينا في التكنولوجيا فالتنافس على الأفضلية بين الاختراعات لا ينتهي ، ونعرف بالتأكيد أهمية الكهرباء التي تلقب بـ ” أم الاختراعات “، والتي سهلت الحياة على كوكب الأرض ، ونعرف في ليبيا جيدا افضلية المصباح الكهربائي ، أم أن الأفضل هي الساعة ، هي من يقيس الوقت ، وللوقت أهمية قصوى لمن يعلمون ومن يعملون ومن ينتظرون . وأين نضع الثلاجة في القائمة ، وماذا عن السيارة والطائرة والسفينة والغواصة ؟
الصفر عرفه البابليون واكتشفه الهنود ونقله العرب إلى أوروبا واحتفظوا بقيمته
ماذا عن الطب وانجازاته ، اين نضع البنسلين أول وأقدم وأهم المضادات الحيوية الذي اكتشفه ألكسندر فلمنج وانقذ ملايين الأرواح ، ربما الانسولين أو لقاح كورونا وغيره من اللقاحات ، أو ابتكار الدم الصناعي ، أو زرع الأعضاء ، ولا ننسى الاستنساخ الذي تكمن أهميته في تخليق أعضاء بديلة ، هل هي الأشعة أم التخدير أم مُسكّنات الألم ، أم هو الحمض النووي ” الدي ان أي ” .. هل هي حبوب منع الحمل أم الفياجرا …. وماذا عن الاختراع الذي يلهث وراءه الجميع ، النقود.
هل هو اكتشاف الكون والثقب الأسود والانفجار العظيم …. هل ، وهل ، وهل …
المجالات متعددة ، والاختراعات كل متكامل ، والنبوغ يتناثر على رقعة بمساحة الزمن … واذكر ان مجلة التايمز وضعت منذ سنوات بعيدة الاختراعات تحت مجهر التقييم ، فجاء اختراع المرحاض في المقدمة ، هو من أنقذ البشرية من الفناء بسبب تراكم القاذورات، التي تعد السبب الرئيسي في انتشار الأمراض والأوبئة . وقد بدأت مسيرة تطويره منذ 3000 سنة ليكتمل بالسيفون ويأخذ شكله الحالي من خلال حشد من العلماء .. وللأسف هناك 892 مليون شخص في العالم لا يتوفر لهم هذا الاختراع حتى الآن ..
السؤال عن الأفضل لا يوفر إجابة حاسمة ، هو محرض فقط على التمعن والتأمل فيما نستخدم أو نحتاج ، وفيما هو حولنا من مسببات الراحة ، وهو مناسبة للإشادة بالعلماء العظام ، وفي نفس الوقت هو سؤال يثير أسئلة محرجة مثل أين نحن من هذه الاختراعات ، وتحت ” نحن ” نضع خطين . مساهمتنا تراجعت منذ قرون وهي حاليا تعادل الصفر ،، والصفر عرفه البابليون واكتشفه الهنود ونقله العرب إلى أوروبا واحتفظوا بقيمته .
Views: 6