صفاء الحطاب : الصحافة وحركة الشعر الحر للدكتور ضياء الجنابي
صفاء الحطاب
يقول الدكتور ضياء الجنابي مؤلف كتاب الصحافة وحركة الشعر الحر الصادر عن دار الرسم بالكلمات للنشر في القاهرة:
(لم تكن حركة الشعر الحر وليدة اللحظة التي تشكلت بها وليست هي المحاولة التجديدية الأولى في تاريخ الأدب العربي، لأن سجل الإبداع العربي حافل بالمحاولات التجديدية منذ القرن الثاني الهجري إلى اللحظة الراهنة، لكن الذي يميز هذه الحركة أنها لم تقف عند حدود الشكل الشعري للقصيدة العربية، بل كانت منعطفاً حاسماً في الخطاب الشعري، وتحولاً فنياً نوعياً استطاع تطوير بنية القصيدة العربية وإعادة تشكيل وتأهيل الأداء الشعري بها، بغية تساوق المضامين الحديثة مع الأدوات التعبيرية، كما أنها تميزت بانتشارها الواسع في الوسط الأدبي والثقافي العربي المعاصر، نتيجة مساهمة الصحافة الأدبية في نشرها وترويجها وخلق أجواء من المتابعة الفاعلة بينها وبين القراء والنقاد العرب على كافة المستويات).
يبحث الكتاب في طبيعة القفزة التجديدية النوعية التي حققتها حركة الشعر الحر في بنائية القصيدة العربية، وكيف استطاعت أن تتشكل كمنعطف مهم في تاريخ الأدب العربي وتتحقق على الصعيد العملي أكثر من أي محاولة تجديدية أخرى، وهذه المحاولة التي تمخض عنها أسلوب الشعر الحر لم تكن وليدة اللحظة التي تمخضت بها، لأن هناك تراكمات تاريخية وحضارية وإبداعية ونفسية ساهمت في بلورته بشكل أو بآخر، ولم تمثل حركة الشعر الحر بحال من الأحوال المحاولة التجديدية الأولى في تاريخ الأدب العربي، فتاريخ الأدب العربي محاولات تجديدية عديدة منذ القرن الثاني الهجري إلى اللحظة الراهنة، غير أن هذه التجربة تميزت بانتشارها الواسع في الوسط الأدبي والثقافي العربي المعاصر، نتيجة مساهمة الصحافة الأدبية في نشرها وترويجها وخلق أجواء من المتابعة من قبل القراء والنقاد على حد سواء، لذلك لاقت قبولاً طيباً من معظم الشعراء العرب ما ساعد على ديمومتها ونجاحها.
الكتاب يتكون من ثلاث فصول يشتمل كل فصل على ثلاثة مباحث وكل مبحث يتضمن عدة مطالب، بالإضافة إلى المقدمة ومتطلبات الكتاب التوضيحية وينتهي بمجموعة من النتائج والتوصيات.
• الفصل الأول يحمل عنوان: الأطر النظرية.. تأصيل وتمهيد ويتفرع إلى ثلاثة مباحث.
المبحث الأول مخصص بالتعريفات والمفاهيم، ففي المطلب الأول يتم تعريف الشعر الحر وبعض المفاهيم المتعلقة به، ويتم التعريج على أهم التعاريف الشائعة للشعر الحر، ومن ثم يتناول الشعر الحر وإشكالية التسمية، وبعدها أهم ميزات الشعر الحر، وفي المطلب الثاني يتم تعريف الصحافة وبعض المفاهيم المتعلقة بها، بدءاً بالتعريف اللغوي للصحافة ومن ثم التعريف الاصطلاحي للصحافة وألقاب الصحافة ليتم التعريج على نبذة تاريخية عن الصحافة، بعدها يتم تناول أبعاد الصحافة في العصر الوسيط، ومن ثم بدايات الصحافة في الدول العربية، ليفضي البحث إلى مفهوم الصحافة الأدبية، ومنها يتم تناول أبرز الأدباء العرب الذين عملوا في الصحافة مطلع القرن العشرين.
أما المبحث الثاني فيتناول المنطلقات النظرية والنقدية للشعر الحر التي منها استلهام الحلقات المشرقة في التراث العربي، والانفتاح على الأدب العالمي، والنزوع القومي، والموقف من القضايا العربية، والنزوع الحضري (المديني)، والنزوع الميتافيزيقي، ومن ثم الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان.
ويتطرق المبحث الثالث إلى دور الصحافة الأدبية في ديمومة وتطور حركة الشعر الحر ويتفرع إلى ثلاث مطالب… الأول يتطرق إلى العلاقات التاريخية بين الصحافة والأدب، والثاني يتطرق إلى تبيان دور الصحافة في ترويج مفاهيم وأهداف حركة الشعر الحر، إما المطلب الثالث فيتطرق إلى أهم المجلات والصحف التي ساهمت في انتشار الشعر الحر مع نبذة مختصرة عن كل واحدة منها ومن أبرز هذه المجلات التي تطرق لها هذا المطلب بالبحث هي مجلة “الرسالة” المصرية، ومجلة “الثقافة” السورية، ومجلة العروبة، ومجلة “الثقافة” المصرية، ومجلة الأديب، ومجلة القيثارة، ومجلة القلم الجديد، ومجلة “الآداب” البيروتية (مدار البحث)، ومجلة الثقافة الجديدة، وأخيرا مجلة شعر.
• الفصل الثاني يجمل عنوان: تنامي حركة الشعر الحر من خلال مجلة الآداب كأنموذج.. وخلال هذا الفصل يتم اعتماد منهج (تحليل المحتوى) وتطبيقه على جميع أعداد مجلة “الآداب” على مدى خمسة أعوام بدءاً من عام 1953م إلى عام 1957م أي على ستين عدد متتالٍ من أعداد المجلة ويبدأ الفصل بمدخل يبين كيفية تناول الأعداد وفق منهج البحث العلمي المذكور، وهذا الفصل يشتمل على ثلاث مباحث وكالأتي:
المبحث الأول: يتضمن تحليل محتوى أعداد مجلة “الآداب” للعامين الأوليين وهما عام 1953م وعام 1954م، والتحليل يتضمن عدة جداول كل جدول يشتمل على عددين من أعداد المجلة ويتضمن عدة محاور من خلالها يتم تعداد جميع قصائد الشعر الحر مع أسمائها وأسماء شعرائها والمحور الثاني المقالات النقدية أو الفكرية التي تدعم حركة الشعر الحر بشكل مباشر والمحور الثالث المقالات التي تدعم حركة الشعر الحر بشكل غير مباشر، ومحور رابع يتضمن أهم الملاحظات المستخلصة من العددين التي يمكن تثبيتها وبعد الانتهاء من جميع الجداول هناك بحث خاص لاستخلاص النتائج، بعدها يوجد جدولان يبينان العدد الكلي للقصائد المنشورة بجميع أنواعها مقارنة مع عدد قصائد الشعر الحر في الأعداد الاثني عشر لمجلة “الآداب” لكل سنة من هاتين السنتين، ليتم بعدها استخلاص النسبة المئوية لقصائد الشعر الحر فقط بالنسبة لمجموع القصائد بمختلف أنواعها.
المبحث الثاني: يتضمن تحليل محتوى أعداد مجلة “الآداب” لعامين آخرين هما عام 1955م وعام 1956م، ويتضمن المبحث على جداول أعداد السنتين المذكورتين بنفس الشاكلة التي تمت عليها في المبحث الأول وكذلك يتضمن هذا المبحث على بحث خاص لاستخلاص النتائج، بعدها يوجد جدولان يبينان العدد الكلي للقصائد المنشورة بجميع أنواعها مقارنة مع عدد قصائد الشعر الحر في الأعداد الاثني عشر لمجلة “الآداب” لكل سنة من هاتين السنتين ليتم بعدها استخلاص النسبة المئوية لقصائد الشعر الحر فقط بالنسبة لمجموع القصائد بمختلف أنواعها.
المبحث الثالث: يتضمن تحليل محتوى أعداد مجلة “الآداب” لعام 1957م الاثني عشر وكذلك يتضمن بحث خاص لاستخلاص النتائج، بعد ذلك يوجد جدول يبين العدد الكلي للقصائد المنشورة بجميع أنواعها مقارنة مع عدد قصائد الشعر الحر في أعداد المجلة لهذه السنة ليتم بعدها استخلاص النسبة المئوية لقصائد الشعر الحر فقط بالنسبة لمجموع القصائد بمختلف أنواعها بعدها هناك مطلب يوضح حصيلة شعراء حركة الشعر الحر وقصائدهم المنشورة في مجلة الآداب مع أحد عشر جدولاً تبين أسماء الشعراء حسب تسلسلهم بالحروف العربية الهجائية مع عدد مشاركات كل واحد منهم بقصائد تفعيلية حديثة خلال الخمس السنوات التي يستهدفها البحث وحسب الأقطار التي ينتمون إليها، مع تبيان تاريخ ولادة كل شاعر منهم وتاريخ وفاته إذا كان في ذمة الخلود، أما الجدول الأخير فهو مخصص للشاعرات العربيات الرائدات اللواتي نشرن في مجلة الآداب في الفترة المذكورة.
• الفصل الثالث يحمل عنوان: إجراءات الدراسة التحليلية لدور مجلة الآداب في إثراء حركة الشعر الحر. ويتفرع إلى ثلاث مباحث
المبحث الأول يبحث في منهجية عمل مجلة “الآداب” ومعطيات مسيرتها المتواصلة. ويتضمن على توطئة وست مطالب، المطلب الأول لمحة عن تاريخ مجلة “الآداب” البيروتية بمرحلتيها الورقية والإلكترونية، المطلب الثاني نبذة مختصرة عن حياة مؤسس “الآداب”، المطلب الثالث يتناول الأبعاد الشخصية الموسوعية لمؤسس الآداب والحقول المعرفية والأدبية التي عمل بها ومنها؛ حقل كتابة الرواية، حقل القصة القصيرة، حقل الكتابة المسرحية، حقل الدراسات الفكرية والنقدية، حقل الترجمة، حقل كتابة المعاجم، نتاجه الأخير، بينما الرابع فيتناول منهجية عمل مجلة “الآداب”، والمطلب الخامس يتناول استيعاب مجلة “الآداب” لإفرازات حركة الشعر الحر، والمطلب السادس يحمل عنوان:”الآداب” متوجة المجلات.
المبحث الثاني يحمل عنوان: الشعراء الذين نشروا في مجلة “الآداب” بين عامي 1953م-1957م.. تعريف بالرواد مع نماذج من بعض نصوصهم. ويتناول هذا البحث أهم السمات العامة لرواد حركة الشعر الحر كل على انفراد مع مقاطع من نصوصهم والشعراء الذين تم تناولهم هم حسب التوالي: الشاعر بدر شاكر السياب، الشاعرة نازك الملائكة، الشاعر بلند الحيدري، الشاعر محمد حسن عواد، الشاعر صلاح عبد الصبور، الشاعر عبد الوهاب البياتي، الشاعر نزار قباني، الشاعرة فدوى طوقان، الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الشاعر كاظم جواد، والشاعر سليمان العيسى.
المبحث الثالث يحمل عنوان: جدلية العلاقة بين مسيرة “الآداب” وحركة الشعر الحر والخطاب النقدي الحديث.
يتضمن هذا المبحث المطالب التالية: تلمسات تاريخية، دور مجلة “الآداب” في نهضة الشعر العربي، مجلة “الآداب” حاضنة الشعر الحر، تبني مجلة “الآداب” لمهمة تجديد الخطاب النقدي، مجلة “الآداب” وصناعة نجومية الأدباء، حركة الشعر الحر شرعت بوابات التجديد على مصراعيها، عالمية تجارب رواد الشعر الحر، تفاعل المستشرقين مع مجلة “الآداب” وحركة الشعر الحر.
وأخيراُ يخرج الكتاب بجملة من النتائج والتوصيات بعدها حقلين مخصص أحدهما للمصادر والمراجع العربية، والثاني للمصادر والمراجع الأجنبية وينتهي بفهرس المواضيع.
Views: 55