كاتب

أسيد الحوتري…حوار مع الأديبة فداء الزمر


بدأ الاهتمام مبكرًا بأدب اليافعين في الغرب؛ لما له من تأثير يعول عليه في بناء النشء وتربيته وتشكيل شخصيته. والتفت الأدب العربي لهذا الجنس الأدبي، وزاد الاهتمام به في العقود الأخيرة لأهميته وضرورته، حتى إن عددًا من المؤسسات الثقافية العربية خصصت جوائز لأدب اليافعين مثل جائزة كتارا للرواية، وهذا دليل على الاهتمام المتزايد برواية اليافعين وتقديرًا لها.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع جاء هذا الحوار مع الأديبة الأردنية فداء الزمر عضو رابطة الكتاب الأردنيين، المتخصصة في أدب الطفل، والتي كتبت ما يربو عن تسعين قصة ورواية للأطفال واليافعين، وحازت على العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية.

• كيف تختلف رواية اليافعين عن رواية الكبار؟

  • تختلف رواية اليافعين عن رواية الكبار من خلال المواضيع التي تطرحها وأسلوب الطرح. وعلى الكاتب أن يتعاطى مع الارتباك الذي يعيشه اليافع نتيجة دخوله إلى عالم الكبار جسديًا وهو لا يزال في عالم الصغار عقليا، وأن يكون على دراية كاملة بالخصائص النمائية لليافع.
    فيحاول الكاتب بذكاء انتقاء المواضيع التي تحرر الطاقات الكامنة لدى اليافع؛ نتيجة عوامل كثيرة منها: التغيرات البيولوجية، الانفتاح الكبير على العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الضغوطات السياسية والاجتماعية. فهذه جميعها تستعر في داخل اليافع؛ فتجعله عرضة للاكتئاب والعناد والتمرد على الآباء، ورفض بعض المسلمات ليثبت لنفسه أنه مستقل وصاحب قرار.
    • ما أهم الثيمات التي يجب أن تتطرق لها رواية اليافعين؟
  • الصداقة، الحب، الوفاء، الصدق، الشجاعة، النبل، الهوية، الانتماء، التضحية، العطاء والبذل، الوطنية، التوكيدات الإيجابية. رفض الاستقواء، الاحتفاء بالتنوع، الإعاقة والدمج والشمول، التفكير العلمي. يجب أن تتضمن رواية اليافع الثيمات القيمية والأخلاقية التي تُصاغ بكثير من الذكاء بعيدًا عن الوعظ المباشر، إضافة إلى تضمنها لمعلومات تثري المعرفة لديه، وأهم من كل ذلك هو الإمتاع، لأنني أؤمن أن القراءة للإمتاع بالدرجة الأولى.
    • يقسّم المختصون اليافعين إلى فئتين عمريتين: فئة (12 – 14) عاما، وفئة (14- 18) عاما. ما عوامل التشابه والاختلاف بين رواية الفئة الأولى والفئة الثانية؟
  • عوامل التشابه والاختلاف تنطلق من الخصائص النمائية لكلا الفئتين؛ فالفئة (12-14) أكثر تمردًا على قرارات الأهل في سبيل تطوير شخصية مستقلة، وأكثر توترًا وتقربًا من أبناء جيلهم، وتستهويهم المغامرات البوليسية، والفانتازيا، ومفهوم الصداقات والخيال. بينما فئة (14-18) أكثر عقلانية وأكثر منطقية ونضجًا، وهذا يجعلها على صلة أكبر مع المواضيع الواقعية والتي تطرح قضايا ومشاكل اجتماعية، وسياسية، ورومانسية، وتاريخية، وهلم جرا، هذه المواضيع هي الأقرب إلى روايات الكبار. كلا الروايتين للفئتين عليهما أن تمتلكا من التقنيات الجاذبة الكثير لتكونا بعيدتين عن السردية المملة.
    • كيف يمكن للروائي أن يردم الهوة بين جيله وجيل اليافعين الذي يكتب لهم بحيث يشعر اليافع بأن الرواية تخاطبه؟
  • يتم ذلك عن طريق معرفة خصائص اليافعين، بالتعامل معهم، ومحاورتهم لمعرفة اهتماماتهم، وردود أفعالهم، ومراقبتهم، وعن طريق استرجاع الكاتب لتجربته الشخصية في هذا العمر، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف الذي أحدثه انفتاح اليافع على هذا العالم من خلال تطور عالم (السوشيال ميديا)، ومن خلال تقمص شخصياتهم قدر الإمكان.
    • ما أهم النصائح التي يمكن توجيهها لكاتب رواية اليافعين؟
  • الطرافة تجذب اليافع وهي أحد المحفزات التي تدفعه لمتابعة القراءة.
  • استخدام أسلوب بث الأمل والنهوض بنفس اليافعين، لأنهم في هذه المرحلة يميلون للاكتئاب.
  • عدم اتباع أسلوب الوعظ المباشر، وإنما تضمين الرواية بالقيم والرسائل التي تُصاغ بكثير من الذكاء.
  • أن تكون الشخصية الرئيسة من عمرهم؛ حتى يشعر اليافع بأن الرواية تحكى بلسانه وتعبر عنه.
  • اعتماد أسلوب التكثيف، لأن هؤلاء اليافعين يعيشون عصر السرعة فيملون من التفاصيل الكثيرة.
  • إنهاء الرواية بنهاية غير متوقعة حتى يصل الكاتب باليافع إلى حالة من الدهشة، تجعله متشوقًا لقراءتها مرة أخرى.
    • هل هناك من جديد في رواية اليافعين؟
  • رواية اليافعين كغيرها من الأجناس الأدبية عرضة للتجديد المستمر، وهذا يعتمد على التقنيات التي يتبعها الكاتب في الكتابة لليافعين بحيث تكون بعيدة عن المباشرة الثقيلة والنمطية المملة، وأحادية الصوت، ومن خلال خلخلة البناء العام للرواية، وإثارة التساؤلات التي لا يمكن الإجابة عنها بسهولة، واعتماد الغموض، والتكثيف إنهاء الرواية بقفلة مدهشة.
    • ما أهم الروايات التي تنصحين اليافعين بقراءتها؟
    «زمن الخيول البيضاء» لإبراهيم نصرالله. «يوسف» لأيمن العتوم. «العيون الذهبية» لماريا دعدوش. «لا تخبري ماما» لـتوني ماغويار. «حياة باي» ليان مارتل. «أحدب نوتردام» لفيكتور هيجو. «كوخ العم توم» لبيتشر تشاو. «روبنسون كروزو» لدانيال ديفو.

    القاصة فداء الزمر تحمل بكالوريوس تحاليل بيولوجية. نشرت عشرات القصص والروايات والمسرحيات منها: «غندور ومرجانة». «سكر». «جدو مناور». «ضفائر رومية». «شمس وشموسة». «سر نجاحي». «ثايلاكويد». بالإضافة لكتابة السيناريو، وتأليف المناهج، ومشاركاتها في الفعاليات والملتقيات الموجهة للطفل.
    وحصلت على جوائز عديدة منها: جائزة الإيسيسكو العالمية، قصة «أحلام الطفولة»، 2005. الجائزة الأولى لمسابقة وزارة البيئة الأردنية لأفضل قصة بيئية، قصة «كوكبنا الجميل». جائزة أفضل قصة قصيرة لبرنامج أوراق الأدبي في محطة الإذاعة البريطانية، قصة «حكاية زيتونة». جائزتي مسابقة من قصص التراث الشعبي، أمانة عمان الكبرى، قصتي «حكاية ماما»، «حكاية جدتي» ، 2008. جائزة الكويت الدولية لأدب الطفل في الوقف والعمل التطوعي والخيري، قصة «الحذاء القديم»، 2015. جائزة الأديب خليل السكاكيني لأدب الطفل، قصة «هكذا تحركت سناء»، 2017. جائزة وزارة الثقافة الأردنية بمناسبة مئوية الدولة، مسرحية «أردننا بيتنا»، 2021. جائزة فلسطين العالمية للآداب عن فئة الأطفال، قصة «أنين الأقصى»، 2022. المركز الأول في جائزة عبد الحميد شومان لأدب الطفل، قصة «جورب الحكايا»، 2022.

Views: 169

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى