فن

التجربة التشكيلية الفلسطينية…بين رسائل الأرض والأبعاد الجمالية

بقلم الكاتب التونسي: طارق العمراوي

إن الفنون غالبا ما ارتبطت بالتقنيات التي تنوعت و تشكلت عبر العصور و بالمواضيع التي تنوعت و فرضتها رؤية الفنان التشكيلي و عينه الخاصة التي تحول الموضوع إلى مادة تشكيلية تفرض نوعا من المواد و الألوان و الأشكال

و توزيع الموضوع على اللوحة أو المحامل الأخرى.وقد تتقاطع  المواضيع و ما يجب أن يرسم لدى العديد من الفنانين التشكيليين و هو مثال التجربة الفلسطينية التي وجهت فنانيها إلى مواضيع و إشكاليات التقت حولها العديد من الأقلام و ريشات الفنانين التشكيليين لتكون لوحات تتقاسمها المعالم و المواقع خاصة الكنائس و المساجد و الدور القديمة و حضور المفتاح المتوارث بين الأجيال و المهام؟ و خاصة المرأة الفلسطينية و في وضعيات متعددة ومن زوايا نظر مختلفة فكانت الحاضنة لابنها الشهيد وأخت الشهيد وأم الشهيد بل وأم الوطن وغالبا ما غطت غالبية المساحة كتقنية ومضمون وساهم الفن التشكيلي الفلسطينية في خوض معركة الكرامة خاصة ضد التهويد المعتمد والذي سرق  وما زال يسرق التطريز الفلسطيني وخاصياته الفنية وألوانه من بلدة لأخرى فكانت الألبسة النسوية ترافق المضامين النضالية والمقاومة للصهيونية من اللوحة التي اعتبرت المرأة هي الوطن. اللوحة المميزة للفنان” عماد أبو  اشتيه” المرأة فوق عرشها الضارب في الأرض والمتشبث بها ينام عندها حمام السلام الأبيض وتاجها قد  من شجر. تنوعت غلاله من البرتقال وغيره وخلفها مآذن  و كنائس الأرض المحتلة وتحت قدميها جنود الأمم والشعوب التي كنستهم المقاومة ومن لباسهم العسكري تعرفهم كالفرس والصليبيون والانقليز والرومان و آخرهم اليهود منتكسي الرؤوس و علامات الهزيمة النكراء بادية عليهم  كما جسدت العديد من الألواح التشكيلية مأساة التهجيرالقسري و بعد الآهل عن الأهل وتشبثهم  بالأرض في لوحة الفنان الطنطوري يحيى العشماوي. كما جسدت مجموعات الفنان” رائد القحطاني” العديد من مظاهر التحدي والصمود الفلسطيني. ولا يمكننا إلا أن نمر على  التجربة الفريدة للفنان المتكامل ناجي العلي. الذي أرخت لوحاته لكل مراحل النضال الفلسطيني وموقف الأنظمة العربية والفصائل الفلسطينية. وحضرت الأم والصفقات المشبوهة والخيارات الحركية لمنظمة للتحرير الفلسطيني. لكن بالأبيض والأسود في أغلبها . كما استفادت  التجربة الفلسطينية التشكيلية من التقاطع مع التقنيات المتعددة مثل الألوان وتمركزها وما يجب أن يمرر في وسط اللوحة أو على أطرافها، وكانت اللوحة بمضامينها وفية للإيقاع الشكلي والإيقاع اللوني. ومررت رغم ذلك الحزن بأبعاد جمالية على معظم اللوحات التشكيلية التي تعد بالمئات داخل التجربة الفلسطينية كما صورت الأعراس والأفراح وجني الزيتون والمسامرات وحديث النسوة تحت أشجار الزيتون في أيام الجني كما  نوعت الفنانة” مرام حسن” من مضامين لوحاتها فكان الدمار والدور  والمعمار ومشهد رحي القموح بالطاحونة الحجرية وحقول الزيتون والحمام القادم من بعيد يسبق المرأة رافعا الظلام لقدوم سيدة الأرض مع تقنية هامة حوامل ومشاغل الفلسطيني والفلسطينية تتداخل مع الحاضر في تصور وإخراج تشكيلي مميز  كما  قالوا للعالم نحن هنا بأفراحنا  وأتراحنا نرسم  الفرح الآتي و الحاضر فنيا نعانق مآسينا لكن فنيا كما نعانقها في الساحات و الميادين و الحروب التي خضناها اذ هو الفن إحدى الجبهات الواقفة ضد الصهيونية و التهويد . يحكي كل فصول الملحمة منذ 1948 حتى اليوم ليتقاطع مع القضية  كل أحرار العالم اللذين اثروا تشكيليا هذه الملحمة بلوحات شاهدة على دموية هذا المحتل خاصة بعد طوفان الأقصى وما يمكن إضافته هو أن القصبة الفلسطينية واقعها ومآسيها والظلم الذي سلط على شعبها  ومعالمها الأثرية والترابية تمكن من حساسية العديد من الفنانين التشكيليين العربي وغيرهم فكانت لوحاتهم تحكي الفرح الفلسطيني والمرأة الفلسطينية بأزائها المختلفة والجميلة كلوحات الفنانة الروسية”ارينا ناجي” رسمت أطفال الحجارة والمرأة في أفراحها والدبكة والمدينة العتيقة ودالية العنب وغيرها.

Views: 118

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى