خبر

مختبر السرديات الأردني يناقش مخطوط «طواف الغربان» للكاتب سليمان قبيلات

ناقش مختبر السرديات الأردني الذي يترأسه الكاتب مفلح العدوان مخطوط المجموعة القصصية «طواف الغربان» للكاتب والإعلامي سليمان قبيلات، ضمن «برنامج ما قبل النشر»، وذلك مساء السبت 30-12-2023، بالتعاون مع جمعية تواصل الثقافية وجاليري إطلالة اللويبدة، حيث يناقش البرنامج وبشكل دوري مخطوطات في الفنون السردية الإبداعية، من قبل أعضاء البرنامج وضيوفه.

عاين المشاركون مخطوط «طواف الغربان»، الذي تضمن تسعة وثلاثين نصًا قصصيًا، كانت في معظمها عن قرية «مليح» وحكاياتها مما عاشه الكاتب أو تناقلته الألسن ورواه الأسلاف، تناولت ظروف القرية، والعلاقات الاجتماعية، ومعاناة أهلها، وقسوة الحياة، وظلم الأتراك ومقاومتهم، ودور المرأة الكبير والمميز، والشهداء والقتال في فلسطين، والحج، والظروف الاقتصادية، والخيانة، والجوع، والموت، وصراع البقاء، والكوارث الطبيعية وغيرها. كما أشارت المجموعة إلى الطقوس والعادات الاجتماعية حسنها وسيئها، ولذا تعتبر المجموعة شاهدة على جانب من تاريخ قرية «مليح»، وتوفر مادة خصبة وثرية للمهتمين بالمجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.

أكد المشاركون أهمية العمل؛ كونه يوثق الموروث غير المادي والذاكرة الشعبية لقرية أردنية، ويحفظ إرث الأسلاف وذكراهم للأجيال اللاحقة، وهي بذا تشكل جسرًا وتجسيرًا، وحلقة وصل وتواصلًا بين الأجيال. وأشاد المشاركون بتنوع القصص وموضوعيتها، ومهارة السرد، وجمال اللغة وفخامتها، وصياغتها القوية، وبلاغتها وتكثيفها غير المخل، ورمزية العنوان وكثير من النصوص، وإسقاطاتها السياسية، وتوظيف اللهجة المحكية بطريقة مناسبة تخدم النص، وأن المجموعة في المجمل تسيدها بطلان؛ اللغة والمكان. وأشاروا إلى أن قصص المجموعة تؤكد امتلاك المؤلف لمخزون معرفي وثقافي ووعي وطني واجتماعي، وتجربة حياتية ثرية تتماهى مع التاريخ والجغرافيا والتراث والقيم الرفيعة، يبثها كلها في ثنايا القصص، كما تعبر عن همومه واشتغالاته، وقلقه وانتمائه لقريته وتمسكه بها، وأنه استطاع أن يتمثل الأسلاف ويعبر عن دواخلهم وفكرهم ومعاناتهم بوعي وبصيرة. كما أكد المشاركون أن بعض نصوص المجموعة تصلح أن تكون نواة لرواية مستقلة، بل إن المجموعة يمكن أن تتحول إلى رواية بعد الاشتغال عليها وإعادة ترتيبها.

وأشار المشاركون إلى إشكالية تجنيس نصوص المجموعة، وأن بعضها يحتمل أن يكون نص مكان، أو حكاية شعبية، وبعضها تضمن مقاطع تميل إلى أدب المقالة، واقترحوا إعادة النظر في العنوان ليكون أكثر التصاقًا بقرية «مليح»، ومراجعة نهايات بعض النصوص لتلائم متطلبات الفن القصصي، وضرورة ضخ بعض المشاعر والعواطف الإنسانية في نصوص المجموعة لتكون أكثر إقناعًا وقربًا للقارئ.

وشكر قبيلات المشاركين على ملاحظاتهم وآرائهم ومشاركاتهم القيمة، وأنه سيعمل على متابعة كل ملاحظة، وسيأخذ بكل رأي أو اقتراح يصب في تجويد العمل ورفع سويته. وكان قبيلات قد قرأ في بداية الجلسة نصًا وجدانيًا يناجي فيه قريته «مليح»، ويتغزل ويعتز بإرثها ونسيجها الاجتماعي المتماسك، وخاصة الترابط القوي بين الحمايدة والدوايمة، كما عبر عن ألمه لما عانته قريته قديمًا وحديثًا. وهذه المجموعة هي المنتج الإبداعي الأول لقبيلات، وفاتحة لأعمال أخرى قادمة.

شارك في اللقاء بالإضافة إلى الكاتب سليمان قبيلات كل من: مفلح العدوان، كمال أبو حلاوة،  رمضان رواشدة، سهاد يوسف، د. زياد الشخانبة، د. إيناس الخلايلة، إسماعيل عطيات، رياض أبو زايدة، محمد قبيلات، د. حلا سويدات، طارق عودة، صفاء طحاينة، صفاء حطاب، منذر اللالا، موسى أبو رياش.

Views: 112

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى