مختبر السرديات الأردني يناقش مخطوطتين للدكتور باسم الزعبي

ناقش «مختبر السرديات الأردني»، ضمن برنامجه «ما قبل النشر» مخطوطتين قصصيتين للكاتب الدكتور باسم الزعبي، هما: «حكايات»، و«قصص ساخرة»، واللتين اشتملتا على قصص كتبهما الزعبي عبر سنوات عدة.
وحضر اللقاء الذي أقيم في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، نخبة من المشاركين الذين سلطوا الضوء على الأبعاد الفنية والتقنية في المجموعتين، سواء لجهة البناء القصصي أو نمو الشخصيات وتطورها أو اللغة والتصاعد الدرامي، والأبعاد الموضوعية في القصص التي قدمت نقداً للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وأضاءت على قضايا تتعلق بما أنتجه الخراب والاستبداد من آثار همشت الفرد وحجمته، وانعكاس هذا التهميش على حياة المجتمع ككل، إذ الفرد هو اللبنة الأولى التي تبني المجتمع.
وأكد المشاركون على قدرة الزعبي على توظف العديد من التقنيات السردية من مثل الاستباقات والاسترجاعات الزمنية، والحوار المدروس والمكثف، والذي برز في جانب منه هواجس الذات سواء عبر المونولوج والتداعي الجواني، أو عبر حركة الشخصيات وأفعالها وردود أفعالها، كذلك عبروا عن جماليات اللغة التي وصفوها ب«السهل الممتنع»، إذ هي لغة جمعت بين البساطة لجهة التركيب اللغوي والمفردات المستخدمة، وبين العمق لجهة طرح الفكرة وإظهارها من جوانبها المختلفة.
ورأى المشاركون أن الزعبي قريب من عوالم عدد من كتاب القصة العالمين والعرب، من مثل تشيخوف، وزكريا تامر، وفخري قعوار. وهو يستخدم السخرية السوداء لينقد الواقع عبر مشهدية قصصية تقترب من الفانتازيا والغرائبية، وتستند على دهشة المفارقة وعمق الرمز. وفي الختام، شكر الزعبي المشاركين على ما قدموه من ملاحظات إثرائية، موضحاً السياقات الزمنية والموضوعية التي أنتج بها قصصه، وبلور من خلالها تجربته.
يذكر أن برنامج «ما قبل النشر» هو أحد البرامج التي يقيمها «مختبر السرديات الأردني» بشكل دوري، وهو يركز على مناقشة المخطوطات قبل دفعها للنشر، بحضور كتابها، بغية إتاحة المجال للكاتب من أجل تلقي تغذية راجعة حول كتابه والاستماع لملاحظات نقاد وكتاب وقراء ومهتمين.
والزعبي مترجم وكاتب أصدر عدداً من المؤلفات، منها: «الموت والزيتون»، و«رقصة العاج»، و«قصص إفريقية معاصـرة»، و«تقاسـيم المدن المتعبة».
Views: 69