مختبر السرديات الأردني يناقش مخطوط “النباح الأخير”/قصص للأديب مفلح العدوان
واصل مختبر السرديات الأردني نشاطاته النقدية والإبداعية بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، بمناقشة مخطوط «النباح الأخير» مجموعة قصصية لرئيسه الكاتب مفلح العدوان، وذلك مساء السبت 6-7-2024، ضمن «برنامج ما قبل النشر» الذي يُقام بشكل دوري، وفيه تُناقش مخطوطات سرديّة في القصة والرواية والمسرح وغيرها من فنون السرد قبل نشرها، من قبل أعضاء البرنامج وضيوفه.
ناقش المشاركون مخطوط المجموعة القصصية «النباح الأخير»، التي تضمنت خمس عشرة قصة قصيرة، ومنها (جدارا… أيها المار من هنا) وهي متوالية قصصية من سبع قصص. وتنتمي المجموعة إلى قصص المكان التي احتفت بالمكان الأردني الضارب في القدم، والعابق بالأصالة، حيث تناولت القصص: أهل الكهف (الرقيم، الرجيب)، رم (ثمود، الناقة)، قلعة عجلون، ميفعة (أم الرصاص)، عِفرا، مار إلياس (لِسْتب)، الزرقاء، البحر الميت والتمثال الملحي، الفدين (المفرق)، بيلا (طبقة فحل)، الفحيص، مسلة ميشع في ذيبان، سبيل الحوريات وسيل عمان، إيلة (العقبة)، جدارا (أم قيس).
يقول مفلح العدوان في مستهل مجموعته: «قصص المكان موزعة بين الآلهة والبشر.. ولا شاهد عليها إلا ما تبقى من نقوش الحَجَر»، ولكنه أعاد تفكيك هذه القصص والحكايات، وأعاد تركيبها برؤية إبداعية مختلفة.
أشاد المشاركون بالمستوى الإبداعي الرفيع لقصص المجموعة، ولغتها الشعرية وروحها الصوفية، التي ترتقي بذائقة القارئ، وأن للعدوان بصمته الخاصة، ونصوصه تدل عليه. وأكدوا على أن القصص ربطت بين المكان والزمان والإنسان، وبين الماضي والحاضر، واشتبكت مع التاريخ والأسطورة والرواية الدينية، وتميزت بخيالها المحلق، وتفاعلها الوجداني مع المكان وأنسنته، وذات مشهدية مسرحية، تتمرد على السائد، وتحث القارئ على التفكير خارج الصندوق، والبحث عن المزيد من المعلومات. كما أنها تتميز بجرأتها الإبداعية،وتطعيمها بالشعر والحوار، وإسقاطاتها السياسية والاجتماعية والثقافية، وطروحاتها الفلسفية والوجودية، وهي توثق للإنسان والمكان، بسرد سلس ممتع.واقترح المشاركون إضافة بعض الهوامش التوضيحية للأماكن والأشخاص، وفصل المتوالية القصصية (جدارا… أيها المار من هنا) في مجموعة مستقلة.
شكر العدوان المشاركين على ملاحظاتهم وآرائهم ومداخلاتهم القيمة، وعبر عن سعادته بمناقشة مخطوطاته للمرة الثانية في «برنامج ما قبل النشر»، وأوضح أن هذه المجموعة تتكامل مع موسوعة القرى الأردنية «بوح القرى»، ولكنها ذات خصوصية إبداعية، ومستوى لغوي مختلف، وأشار إلى أنه لم يكتب عن أي مكان، إلا بعد زيارات ميدانية وبحث ودراسة وتنقيب في بطون الكتب والمراجع والنقوش، وأنه في قصصه لا يعيد كتابة التاريخ، بل يسلك طريقًا مغايرًا، ولكنه يبقى متصلًا بالتاريخ أو الأسطورة بخيط ما.
شارك في اللقاء بالإضافة إلى الأديب العدوان، والروائية هيا صالح التي أدارت المناقشة كل من: صفاء الحطاب، سمر السيد، طارق عودة، منذر اللالا، حنين نصّار، فاتن شحادة، د. سلوان إبراهيم، جعفر العقيلي، موسى أبو رياش.
Views: 27