عزيزي المغترب..

بقلم صفاء الحطاب
أنت في إجازاتك تحمل بعض نفسك وأحلامك ومشاعرك وأفكارك من مكان إلى آخر؛ عبر فصول السنة وبوابات المطارات؛
تخوض معاركك الخاصة بك في بلد إقامتك المؤقت؛ وتحمل من كل ذلك معك أينما ذهبت؛ مع أن الكثير مما جمعته يتفلت
منك عند وصولك إلى وجهتك المؤقتة الثانية وإن كانت بلدك الأصلي ؛ تحت ضغط التفاصيل والأشواق والتوقعات المسبقة والرغبة باستعادة شعور قديم بالأمن والانتماء لذات المكان والأشخاص الذين تحبهم ويحبونك؛
واصطدام تلك الرغبة أحيانا بصخرة الواقع الذي يفرق الناس ويغلف أرواحهم بالتعب والركض وراء تفاصيل العيش؛ فتصير لا أنت هنا ولا أنت هناك؛
لذلك قد يكون من الحكمة أن تدرك أنك أنت هو الجوهر ولب التجربة أينما كنت؛ وأن الاغتراب إن حصل ليس تجربة لجمع المال وكسب لقمة العيش فقط كما يحلو لبعض من يسطح تجارب الآخرين بقصد أو بدون قصد أن يوصفه ؛
الاغتراب في الحقيقة كتجربة اختيارية أو إجبارية؛ يصقل روحك ويعمق مفهومك للحياة أينما كنت؛ ويشحذ همتك لتكون أكثر شفافية وأقوى شكيمة وأكثر حكمة؛
لذلك رافقتك السلامة والسكينة إينما كنت!
Views: 84