أدب الفتيان والناشئة.. بين الضرورة والإتقان..بقلم صفاء الحطاب
صفاء الحطاب
أدب الفتيان يشغل الكثيرين لأهميته ولصعوبة تناوله
فهو يقدم لفئة عمرية فيها من التقلبات النفسية والمزاجية والفكرية وبدايات تكوين الشخصية وتبني وجهات النظر،ما يستدعي اهتماما خاصا من الكتاب والمؤثرين في تقديم الخطاب المناسب وباللغة التي تلقى قبولا عند الفتيان، وذلك لمواكبة انتقالهم إلى مرحلة الشباب مع تقديم ما يمكِّنهم فكريا وإنسانيا وعلميا وثقافيا وعاطفيا لتشكيل وجدانهم بالقيم العليا الدافعة للعمل والبحث عن المعرفة وفتح نوافذ النور بما نطمح إليه نحن كمربين.
نجد أن الاهتمام بغرس حب القراءة في نفوس الأطفال الصغار وتقديم القصص المنوعة والجاذبة وذات المحتوى الهادف حاضر بوضوح في معارض الكتب وفي الأنشطة الثقافية المتنوعة. كما هو الحال في أدب الكبار.
ونلاحظ الفجوة ظاهرة في المرحلة الانتقالية بين أدب الطفولة وأدب الكبار، وعدم توفر المنتج الأدبي لهذه الفئة بيسر وبأسلوب جاذب.
برأيي علينا أن نقدم أدب الفتيان بأسلوب مختلف وجديد شكلا وموضوعا، لايشبه أدب الأطفال تماما من حيث الصور الملونة والأغلفة المقوية ولا أدب الكبار من حيث حجم العمل وعدد صفحاته وطريقة تناول أفكاره، وأن يراعي هذا الأدب طبيعة المرحلة العمرية من حيث رغبتهم بمعاملتهم كالكبار وتقديم روايات تشبه في الشكل أغلفة روايات الكبار، واحترام أفكارهم والمواضيع التي يرغبون بالقراءة عنها، فيتم اختيار المواضيع بما يتناسب مع اهتماماتهم وبما يؤثر في وجدانهم، ثم العمل على تقديمها بعمق وفكر وتشويق، والأخذ بعين الاعتبار أيضا عصر السرعة وتعامل الفتيان مع الأجهزة وتعود أدمغتهم على الوصول إلى النتيجة بسرعة.فتكون العبارات قصيرة رشيقة والانتقال من حدث لآخر بعمق وسلاسة وتكثيف واختزال دون الإسهاب في السرد الروائي كما في روايات الكبار مع عدم الإخلال بالمعنى.
لقد خضت غمار هذه التجربة المثيرة، وكتبت سلسلة الحضارة المفقودة للشباب والناشئة( أدب الفتيان) واستهدفت الفئة العمرية (١٥+) أي آخر مرحلة من تصنيف الفتيان، وقد حاولت أن أقدمها بأسلوب جديد شكلا وموضوعا،(لصوص الآثار) (صندوق صقلية) (نفرتاري الرقيم) و(النبطي المنشود)، وكان التواصل المباشر مع فئة الفتيان والشباب يسعدني ويمنحني الدافع للاستمرار.
مقالات
أدب_الفتيان
حضارات
رواية
صفاء_الحطاب
Views: 13