المعلم والروائي الإنسان هاشم غرايبة يكرم بكلماته الناقدة دعاء صفوري
هاشم غرايبة
بين الأساليب المتنوعة تلك التي ذكرت والتي لم تذكر لتصل إلى أسلوبها الخاص وتفردها المبدع.
دعاء تبحث عن جذر النص (المرايا عند خندقجي والذاكرة عند هاشم) فتصل إلى نبع الحكاية أو رفة الفراشة التي بها ابتدأت العاصفة؛ فتلتقطه بذكاء ثم تكتشف مدارات الأحداث، واللغة؛ العواطف، العواصف، حول تلك البؤرة وترصد مآلاتها بمهارة ودقة.
دعاء صفوري لا تلقي أراءها النقدية جزافاً، فهي تقرأ حول ثيمتها النقدية أضعاف أضعاف ما تقطره في ورقتها النقدية. وتوثق ذلك بحرفية علمية حصيفة كما تجتهد في أن يكون أي اقتباس من النص أو من النقود المستعان بها، مسقر في مكانه من السياق العام للكتابة النقدية.
كما أن دعاء لا تصدر في نقدها عن حياد عقلي بارد يدعيه النقاد؛ بل تكتب بحرارة عاطفتها، وعمق ثقافتها، وقوة حجتها، وبلاغة عبارتها، كتابة نابعة من القلب محتكمة للعقل مصاغة بلغة مرهفة، تصل إلى قلب المتلقي وتحاجج فكره وتجذبه للمزيد من القراءة.
دعاء صفوري ناقدة مختلفة.
الكتابة المكتملة،
نادراً ما تتضافر عناصر الكتابة النقدية في منسوجة واحدة، فغالبا ما يطغى النهج الانطباعي على المقالة، المعتمد على توجهات الكاتب ومزاجه وموقفه المسبق سواء كان تعاطفا مع كاتب النص أو رغبة في استعراض الذات.
أو يطغى الأسلوب الأكاديمي الذي يخضع النص الإبداعي لقالب يقبل أو يختار ما يكون على مرجعياته النقدية، التي كبل مقالته بالالتزام بمقدمته. والنوع الثالث هو الكتابة السائدة في الصحافة الذي يعتمد تلخيص النص وامتداح لبعض المفاصل والتنويه لهنات أو هفوات هنا وهناك.
دعاء صفوري تشق طريقها.
Views: 104